Site icon حركة العدل والإحسان

قراءة سياسية في مشهد قرآني

بقلم الدكتور منير السامرائي

بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله رب العالمين.. والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين

القرآن العظيم ( لا تنقضي عجائبه، ولا يخلق على كثرة الرد ) !! تتكشف مع الأيام أسراره، وتتجدد معانيه وتتألق أنواره.. وتتفتح أزهاره، وتتوارد بحاره..

وكل مهتم في شأن من شؤون القرآن- دراسة وتدبراً وتفكراً – يجد من العجائب الكثير ومن الأسرار الكم الوفير.. فآياته (( نور على نور )) .. وكلٌّ يقتبس من ذلك قبساً ويجد عليه هدى..

وهذه قراءة سياسية في مشهد من مشاهد القرآن، يحكي قصة من التاريخ الغابر، ولكن أحداثها تتجدد في كل حين، يشهد بها الواقع ويستشرفها المستقبل، مستقبل الصراع بين الحق والباطل..

في عالم السياسة، كثيراً ما يلجأ الطغاة إلى الارتكاز على بعض الخصائص النفسية والعاطفية للجماهير، من خلال إقناعهم بموقف ( لصالحهم ) وحثهم على التحمس له؛ ليحقق الطغاة – عبر تلك الممارسة – تشكيل “العصبية” الجماهيرية التي تساند النظام الحاكم، فتربط الجماهير مستقبلها، بل مصيرها بمستقبله ومصيره..

وتأتي “الممارسة الفرعونية” ، كما يرسمها القرآن مفصلة في “المواجهة” بين نبي الله موسى –عليه السلام- وهو يدعو إلى الحق، وبين فرعون مصر المتجبر، الذي لا يرى لقومه إلهاً غيره، ويغذيهم بثقافة (( وما أريكم إلا ما أرى ))..

وفي قراءة سياسية سريعة لتلك المشاهد تتضح عناصر الصورة الكلية لتلك الممارسة..

فبعد أن ذاعت دعوة الله على لسان موسى-عليه السلام-  في الأرجاء، وتردد صداها في أروقة ( القصر الملكي ) ، ما استفز الجبروت لإعداد خطة لصد الجمهور عن الدعوة وتشتيت الوعي عن مضمون الرسالة.. استغل سياسة القطيع في قيادة الجماهير والتأثير فيهم، وذلك بالتركيز على بعض المغالطات الدعائية، التي سرعان ما تنطلي على ” الرعاع ” فيندمجوا – دونما وعي – في الخطة، والمبادرة في تنفيذها ..

وإليك التفاصيل.

 

 

 

Exit mobile version