قال تعالى: ( مِّنَ ٱلمُؤمِنِینَ رِجَال صَدَقُوا مَا عَـٰهَدُوا ٱللَّهَ عَلَیهِ فَمِنهُم مَّن قَضَىٰ نَحبَهُۥ وَمِنهُم مَّن یَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبدِیلا ). [سورة الأحزاب: اية 23]
بيقين لا يتطرق إليه شك بأن الظلم مرتعه وخيم، وأن الأنظمة القهرية المتجبرة مهما علت وامتلكت من ادوات القمع والجور فلن تدوم، ولن يتسنى لها على الدوام قهر ارادة الشعوب وسلب تطلعها نحو الحرية واختيار من يمثلها عبر صناديق الاقتراع في ظل اجواء العدل والمساواة والاختيار الحر.
وبأسف وحزن بالغين تلقينا نبأ وفاة (بل استشهاد) الرئيس الشرعي لمصر المغيب قهرا وجورا (الدكتور محمد مرسي) في ظروف غامضة، بعد اجراءات تعسفية جائرة ضده ، وسجنه ظلما اثر انقلاب عسكري، وثورة مضادة على ثورة الشعب المصري في 25 يناير التي انهت حكما عسكريا صادر كل مقدرات مصر وحقوق شعبها.
ونحن في حركة العدل والإحسان اذ نرفع العدل شعارا لنا لا يسعنا مع هذا الحدث الأليم إلا أن نعلن رفضنا القاطع للدكتاتورية بكل اشكالها، ولكل أنواع القمع والقهر ونؤكد انطلاقا مما نؤمن به أن الشرعية للحكم إنما تنال من خلال الاختيار الحر عبر صناديق الاقتراع وليس الانقلابات العسكرية التي هي بضاعة غربية تحيكها الامبراطوريات الظالمة المنافقة ذات المعايير المزدوجة (وعلى رأسها أمريكا) ضد الشعوب عندما تعجز عن إخضاعهم وجعلهم يسيرون في ركابها. ففي الوقت الذي تدافع فيه عن حق المتظاهرين والمعتصمين في بلد ما وتستنكر فض اعتصامهم بالقوة (وهو أمر لا نرتضيه) صمتت صمت الموتى على فض اعتصام جماهير الشعب المصري اثر الانقلاب على الشرعية، بل أيدت سفك دماء الابرياء في هذا الاعتصام من خلال اعترافهم بالحكومة التي شكلها الانقلاب.
رحم الله رئيس مصر الشرعي (محمد مرسي) وتقبله شهيدا في عليين، وتقبل جهاده ونضاله في سبيل بلده. وانما تفاعلنا مع حدث وفاته كونه يمثل الشرعية التي ننادي بها ويعد رمزا لمشروع تحرري للامة لن ينتهي بوفاته بل سيبقى نبراسا ينير الطريق ويلهم الأحرار الإصرار على مواصلة الجهاد .. لذا نعزي بموته شعب مصر العزيز الذي اختاره، ونعزي كل أحرار العالم … وندعوهم لرفع الصوت عاليا لتصحيح المسار والوقوف مع ارادة الشعوب واحترام خياراتها .. والتأكيد على حقوق الإنسان وندعو للإفراج عن كل سجناء الرأي والسياسة الذين يغيبون في ظروف جائرة في السجون وتتخذ ضدهم شتى أنواع التجاوزات التي لا تنسجم مع القوانين ومواثيق حقوق الإنسان المتعارف عليها.
نسأل الله للفقيد الرحمة والرضوان … ولأهله ومحبيه الصبر والسلوان .. وللمعتقلين المظلومين الفرج والأمان
حركة العدل والإحسان في العراق
الأثنين 14/ شوال/ 1440هـ
الموافق 17/حزيران/ 2019م